آخر الأخـبــار

نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم: كيف غيّر هوارد غاردنر فهمنا للذكاء؟

هل يمكن اختزال ذكاء الإنسان في نتيجة اختبار مقياس الذكاء (IQ) فقط؟ هوارد غاردنر، عالم النفس الأمريكي، يرفض هذا المفهوم، ويقترح بدلاً منه نظرية الذكاءات المتعددة التي أحدثت تحولاً جذريًا في الفكر التربوي. في هذا المقال، نستعرض هذه النظرية وتأثيرها في التعليم.

طلاب يمارسون أنشطة متنوعة داخل الفصل الدراسي تمثل أنواع الذكاءات المتعددة مثل الذكاء الموسيقي، البصري، اللغوي، والمنطقي وفقًا لنظرية هوارد غاردنر

من هو هوارد غاردنر؟

وُلد هوارد غاردنر سنة 1943 في ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة. تأثر مبكرًا بظروف شخصية وعائلية صعبة، وتلقى تعليمه في جامعة هارفارد حيث تخصص في علم النفس. ساهم في مشروع "زيرو" حول تعليم الفنون، وأصبح لاحقًا أستاذًا في كلية التربية بجامعة هارفارد.

صورة لهوارد غاردنر، عالم النفس الأمريكي ومبتكر نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم
هوارد غاردنر - صاحب نظرية الذكاءات المتعددة

ما هي نظرية الذكاءات المتعددة؟

قدّم غاردنر سنة 1983 نظريته في كتابه الشهير "أطر العقل" (Frames of Mind)، والتي اقترح فيها أن الذكاء ليس واحدًا، بل مجموعة من القدرات المستقلة نسبياً.

تعريف الذكاء حسب غاردنر:

"الذكاء هو القدرة على حل المشكلات أو إنتاج منتجات تُقدّر في بيئة ثقافية معينة."

أنواع الذكاءات المتعددة

  1. الذكاء اللغوي: القدرة على استخدام اللغة بفعالية. يعرف أيضا بالذكاء الشفهي ويعني الحساسية للكلمات ومعانيها ومعرفة قواعد النحو والقدرة على معرفة المحسنات البديعي والشعر وحُسن الإلقاء. والقدرة على نقل المفاهيم بطريقة واضحة. والأشخاص الأذكياء لغوياً هم الشعراء والخطباء والمذيعون.
  2. الذكاء المنطقي-الرياضي: التفكير التحليلي والمنطقي. ويتضمن القدرة على تحليل المشكلات وإجراء العمليات الحسابية ودراسة الموضوعات دراسة علمية . يوظف الرياضيون وأصحاب المنطق والعلماء الذكاء المنطقي-الرياضي.
  3. الذكاء الموسيقي: فهم النغمات والإيقاعات. وويتحلي في المهارة في الأداء والتأليف وتقييم الأنماط الموسيقية، يظهر هذا النوع من الذكاء خاصة لدى المطربين والملحنين والعازفين.
  4. الذكاء الجسدي-الحركي: التحكم في حركات الجسد. ويشتمل إمكانية استخذام الانسان لجسمه أو جزء منه لحل المشكلات أو انتاج منتوجات جديدة. من الواضح أن الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات والرياضيين يمثلون طليعة أصحاب ذكاء الاحساس لحركة الجسم. ومع ذلك هذا النوع من الذكاء مهم أيضا لأصحاب الحرف والجراحين والميكانيكيين وكثير من المهنيين التقنيين.
  5. الذكاء المكاني (البصري): إدراك الأشكال والمسافات. ويتمثل أيضا في التعرف على أنماط الفضاء الواسع والتعامل معها.
  6. الذكاء التفاعلي (بين الأشخاص): يسمى كذلك الذكاء الشخصي الخارجي الاجتماعي ويتجلى في فهم مشاعر الآخرين، أو فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين ومن ثم يعمل بفاعلية معهم، ومن بين الأشخاص الذين يحتاجون هذا النوع من الذكاء نجد التجار والمدرسون والقادة الدينيون والسياسيون والممثلون.
  7. الذكاء الذاتي (داخل النفس): فهم الذات والمشاعر الداخلية. يشتمل على الرغبات الخاصة للمرء ومخافه وقدراته، وذلك لاستخدام هذه المعلومات لتنظيم حياة المرء الخاصة بفاعلية.
  8. الذكاء الطبيعي: التعرف على الكائنات الطبيعية وتصنيفها، ويعني القدرة على فهم الطبيعة وما فيها من حيوانات ونباتات والقدرة على التصنيف. ومثال ذلك المزارعون ـ الصيادون.

ملاحظة: اقترح غاردنر لاحقًا ذكاءً تاسعًا محتملاً وهو الذكاء الوجودي، لكن لم يُدرجه رسميًا.

تطبيق الذكاءات المتعددة في التعليم

لماذا أعجب بها المعلمون؟

  • تُراعي الفروق الفردية.
  • توفّر طرقًا متعددة لشرح المفاهيم.
  • تساعد في إشراك جميع الطلاب، وليس المتفوقين فقط.

أمثلة على التطبيق:

  • استخدام الموسيقى لتعليم اللغة.
  • توظيف الرسم في شرح المفاهيم العلمية.
  • العمل الجماعي لتنمية الذكاء التفاعلي.

الانتقادات الموجهة للنظرية

رغم شعبيتها، واجهت النظرية بعض الانتقادات:

  • قلة الأدلة التجريبية: يصعب قياس بعض الذكاءات بدقة.
  • الخلط بين الذكاء والموهبة.
  • ضعف المعايير العلمية لدى بعض الباحثين.

مع ذلك، فإن فوائد النظرية العملية في التعليم لا يمكن إنكارها.

مقارنة بين الذكاء التقليدي ونظرية الذكاءات المتعددة

المعيارالذكاء التقليديالذكاءات المتعددة
القياساختبار  IQلا يقاس باختبار واحد
عدد الأنواعنوع واحدعدة أنواع مستقلة
المراعاة للفروق الفرديةضعيفقوي
المهارات المتنوعةالتركيزالتحصيل الأكاديمي

الخاتمة: لماذا يجب أن نهتم؟

تساعدنا نظرية غاردنر على فهم أعمق لتنوع قدرات الطلاب، وتشجعنا كمعلمين وأولياء أمور على تطوير أساليب تدريس مرنة وشاملة. فليس كل من لا يُجيد الرياضيات غير ذكي، بل ربما يملك ذكاءً موسيقيًا أو جسديًا أو تفاعليًا.

هل تعتقد أن مدارسنا تطبق هذه النظرية فعلاً؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه.


روابط مفيدة

تعليقات