يشكل المغرب بتنوعه التضاريسي لوحة طبيعية غنية تجمع بين الجبال الشاهقة والسهول الخصبة والهضاب المتدرجة، مما يمنحه تنوعاً جغرافياً ومناخياً فريداً في شمال إفريقيا. وتعتبر معرفة تضاريس المغرب عنصراً أساسياً لفهم تاريخه، وتوزيع سكانه، وأنشطته الاقتصادية. في هذا المقال، نستعرض أهم السلاسل الجبلية والسهول المغربية مع إبراز خصائصها الجيولوجية وموقعها وأهميتها.
![]() |
خريطة تضاريس المغرب |
السلاسل الجبلية المغربية
تشكل السلاسل الجبلية في المغرب مجالًا جغرافيًا يمتد من الشمال إلى الجنوب، وتُقسم البلاد طوليًا إلى قسمين رئيسيين: المغرب الأطلنتي من جهة، والمغرب الشرقي والصحراوي من جهة أخرى. وتضم هذه السلاسل الجبلية ما يلي:
1. جبال الريف
تقع في أقصى الشمال، وتمتد على شكل قوس من مضيق جبل طارق غربًا إلى نهر ملوية شرقًا. تنتهي هذه السلسلة بتلال مقدمة الريف في الجنوب وبلاد الحفص والهبط في الغرب. تتميز بتعقيدها الجيولوجي نتيجة الحركات التكتونية التي تزامنت مع تشكل جبال الألب. وتتكون أساسًا من صخور لزجة ورخوة كالطين والشست، ما أدى إلى التواءات معقدة. أعلى قمة فيها هي جبل تدغين (2456 م).
2. الأطلس المتوسط
يقع وسط المغرب بين جبال الريف والأطلس الكبير، ويُقسم إلى:
- الأطلس المتوسط الهضبي: يمتد في الجهة الشمالية الغربية، ويضم هضابًا كلسية بأشكال كارستية بالإضافة إلى الحمم البركانية مثل جبل الهبري.
- الأطلس المتوسط الملتوي: يقع في الجهة الشرقية، ويضم قممًا عالية مثل جبل بوناصر (3326م) وبويبلان (3190م)، إلى جانب كتلة تازكا.
3. الأطلس الكبير
يُعد أكبر سلسلة جبلية في المغرب، ويضم:
- الأطلس الكبير الغربي: يضم أعلى قمة في المغرب الكبير، جبل توبقال (4165م). تتخلله صخور بلورية صلبة، وينتهي بفجاج وممرات كـ تيزي نتيشكا.
- الأطلس الكبير الشرقي: يتميز بصخور كلسية وأعراف جبلية كجبل مكون (4071م) وجبل العياشي (3751م).
4. الأطلس الصغير
ينتمي إلى المجال الصحراوي، ويمتد من المحيط الأطلسي غربًا إلى منطقة تافيلالت شرقًا. يتصل بالأطلس الكبير عبر جبل سيروا (3304م)، وأعلى قممه جبل صاغرو (2710م). ينتهي في سهل سوس غربًا.
السهول المغربية
تتوزع السهول في المغرب حسب الموقع والارتفاع، وتنقسم إلى:
1. السهول الساحلية المنخفضة
- سهل الغرب: سهل فيضي خصب شكله نهر سبو، يتميز بخصوبته ويمر عبره نهر سبو. عاصمته: القنيطرة.
- سهل سوس: يمتد بين الأطلس الكبير والصغير، يعبره وادي سوس، ويتميز بإمكانياته الفلاحية. عاصمته: أكادير.
2. السهول الداخلية المرتفعة
- سهل تادلة: يقع بين الأطلس المتوسط وهضبة الفوسفاط، يخترقه نهر أم الربيع. عاصمته: بني ملال.
- سهل الحوز: بين الأطلس الكبير وهضاب الشياضمة، ويتميز بخصوبة أراضيه. عاصمته: مراكش.
3. سهول متوسطة الارتفاع (ساحلية وداخلية)
- الشاوية، دكالة، عبدة: سهول ساحلية تتخللها تربة الترس الخصبة، وتقع بين المحيط وهضاب الفوسفاط.
- سهول ملوية السفلى: تشمل سهول طريفة، أنكاد، بوعرك، الكارت، صبرة… أغلبها خصبة وتستفيد من مياه نهر ملوية.
- سهل سايس: يقع بين مقدمة الريف شمالاً والأطلس المتوسط جنوباً، ويقسم إلى سايس فاس وسايس مكناس، ويخترقه نهر سبو وروافده.
خاتمة
يشكل تنوع التضاريس المغربية عاملاً أساسياً في تميز البلاد جغرافياً واقتصادياً. فالسلاسل الجبلية كجبال الريف والأطلس بأنواعه تشكل حواجز طبيعية ومصادر للمياه، بينما توفر السهول الخصبة مثل الغرب وسوس والحوز إمكانات كبيرة للفلاحة والاستقرار البشري. هذا التنوع ينعكس على المناخ، والنشاط الفلاحي، وتوزيع السكان، وحتى على التقاليد والأنماط الثقافية في مختلف المناطق.
إن فهم تضاريس المغرب لا يساعد فقط في دراسة الجغرافيا، بل يعزز أيضاً الوعي بقيمة المجال الطبيعي الذي نعيش فيه.