أخر الاخبار

الاستثمار الديداكتيكي للخريطة

تعد الخريطة أكثر الدعامات الديداكتيكية استعمالا في تدريس الاجتماعيات.
فماذا نعني بالخريطة؟ وماهي خطوات استثمارها؟
تعد الخريطة أكثر الدعامات الديداكتيكية استعمالا في تدريس الاجتماعيات. فماذا نعني بالخريطة؟ وماهي خطوات استثمارها؟


تعريف الخريطة

الخريطة هي تمثيل هندسي مسطح ومختزل لسطح الأرض أو لجزء منه. كما أنها دعامة ديداكتيكية أساسية نوعية بالنسبة لمادة الاجتماعيات، وهي كذلك أداة ضرورية لتنمية مجموعة من الكفايات والقدرات وتبسيط المفاهيم الرئيسية المهيكلة للمضامين.
تصنف الخرائط حسب موضوعاتها (تاريخية، جغرافية)، وطبيعتها (موضوعاتية، تركيبية)، ومصادرها (جدارية، أطاليس)، و يتوقف توظيفها الديداكتيكي على التأكد من اكتساب المتعلمين لدلالات العناصر المساعدة على ملاحظة و قراءة و تفسير الخريطة، (العنوان، السلم، المفتاح...).
الخريطة التاريخية وسيلة مساعدة على تجسيد المفاهيم المكانية، و توطين الأحداث في صورة مركزة ويتطلب استثمارها ديداكتيكيا ما يلي: التقديم، التحليل، التركيب، الحصيلة.

الخريطة في مادة التاريخ:

الخريطة التاريخية تمثيل مبسط لأحداث و معطيات وقعت في زمان و مكان معينين، تحمل معرفة وخطابا غير لفظي له دلالات تاريخية. و يقضي استثمارها بالدرس اعتماد عدة خطوات منهجية، هي:
خطوات استثمار الخريطة في مادة التاريخ

التعريف

تتضمن الإجراءات المنهجية التالية:
تقديم الوثيقة: يقتضي تحديد موضوع الخريطة، زمانها، و مكانها، و التعرف على مقياسها لتقريب دلالات المجال المتمثل في ذهن المتعلم.
تحليل مضمون الوثيقة: قراءة المفتاح و شرح المصطلحات و المفاهيم التاريخية الواردة فيه حسب سياقها التاريخي، مع الربط بين المفتاح و العنوان لادراك مكونات الخريطة.
الاجابة عن الأسئلة التالية:
ماذا؟ ابراز الأحداث و الوقائع التاريخية التي تتناولها الخريطةّ؛
أين؟ تعني التوطين المجالي للأحداث و الوقائع التاريخية؛
متى؟ تعني ضبط التواريخ أو المدد أو المراحل أو الحقب المعينة؛
من؟ تعني التعريف بشخصية لها دور بارز في صناعة الحدث أو عاينت الأحداث.

التفسير

تقتضي مهارة التفسير توجيه المتعلمين الى توظيف خلاصة التعريف لاكتشاف أفكار ضمنية غير معبر عنها ذات علاقة به، خلال هذه المرحلة يتم طرح سؤالين:
كيف؟ للبحث عن مؤشرات جعلت تلك الأحداث بالخريطة تسير على ذلك النهج.
لماذا؟ لاستحضار الأسباب التاريخية بمستوياتها وتفاعلاتها المختلفة التي ساهمت في صنع الحدث موضوع الخريطة، و بالتالي فالأمر يتطلب:
البحث عن الأسباب التي جعلت الأحداث التاريخية في الخريطة تسير على ذلك النهج؛
تصنيف تلك الأسباب و ترتيبها حسب الأهمية الزمنية و الموضوعاتية (أسباب عميقة/ أسباب مباشرة، غير مباشرة/ أسباب اقتصادية، سياسية، دينية،...)؛
ربط العلاقات بين تلك الأسباب و استخلاص دلالة الأحداث التاريخية.
مرجعية التفسير: إمكانية ممارسة التفسير تتم من:
داخل الخريطة: استنادا إلى فك رموز المفتاح وصياغة أفكار لها دور في تفسير الحدث؛
خارج الخريطة: الانفتاح على وثائق أخرى (نص، خط زمني، مكتسبات سابقة) مع الحرص على تجنب أحادية التفسير.

التركيب

الربط بين مكونات الخريطة (عنوان، مفتاح، رموز) و بين الأحداث و دلالاتها، ثم تجميع المعطيات و الأفكار المتوصل إليها عبر التعريف و التفسير، لبناء وحدة متماسكة وفق أحد المبادئ الآتية: المبدأ الكرونولوجي أو المبدأ السببي أو المبدأ الموضوعاتي، بالإضافة إلى إصدار أحكام وخلاصات بناء على العلاقات التي تم بناؤها بين مكونات الخريطة، ثم البحث عن امتدادات تاريخية لموضوع الخريطة (تطورات لاحقة).
للخريطة التاريخية أهمية بالغة في اكساب المتعلم مجموعة من المعارف والمهارات، لكن استثمارها بالشكل المطلوب لن يكون إلا باتباع خطوات النهج التاريخي.
تعليقات