مــقــدمـــة:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عالمية، ويرجع ذلك إلى تدخل مجموعة من العوامل. فما مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟ وما العوامل المفسرة للقوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟ ما طبيعة المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية؟
 |
| صنع في الولايات المتحدة الأمريكية |
I. تتعدد مظاهر قوة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية:
1. الفلاحة:
- مجال فلاحي واسع ومتنوع بين زراعات مسقية في الغرب، وزراعات كثيفة متنوعة، إلى جانب تربية الماشية في الشرق؛
- فلاحة متنوعة زراعيا وحيوانيا، وإنتاج ضخم يسمح باحتلال مراتب متقدمة عالميا (الأولى في إنتاج الذرة، الثانية في إنتاج البرتقال والخنازير)؛
- الهيمنة على السوق الدولية للمنتجات الفلاحية من خلال بورصة شيكاغو.
2. الصناعة:
- مجال صناعي ممتد ومتنوع المناطق بين قديمة في الشمال الشرقي، وحديثة في الجنوب الشرقي، ودقيقة في أقصى الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي؛
- صناعة متنوعة المنتوجات تتميز بضخامة الإنتاج وتحتل مراتب متقدمة عالميا (الأولى في تكرير البترول، الكهرباء، الحواسيب...).
3. التجارة والخدمات:
- تنوع بنية التجارة الخارجية مع هيمنة المواد الصناعية، بالإضافة إلى تعدد الشركاء التجاريين من جميع أنحاء العالم على رأسهم كندا والاتحاد الأوربي؛
- انتشار الاستثمارات الأمريكية في كل بقاع العالم، خاصة أوربا وكندا؛
- التوفر على أكبر نسبة من الشركات العملاقة، وأضخم الأقطاب المالية كبورصة وول ستريت؛
- مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة مهمة في التجارة العالمية.
II. تتحكم عدة عوامل في قوة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية:
1. ترجع قوة الفلاحة الأمريكية إلى عدة عوامل:
تستفيد الفلاحة الأمريكية طبيعيا من الامتداد الشاسع للسهول وخصوبة التربة ووفرة الموارد المائية مما يوفر مجالا هاما للزراعة، إضافة إلى تنوع المناخات، مما يفسر تنوع الإنتاج الفلاحي وتوزيعه النطاقي. كما تستفيد على المستوى التنظيمي من اندماج وتكامل الفلاحة مع باقي القطاعات من صناعة وخدمات وبحث علمي ونقل وتوزيع وإشهار وصناعات غذائية وشبكة مطاعم، مكونة بذلك مركبا فلاحيا – صناعيا مندمجا، وتقنيا تستفيد من الاستخدام الكثيف لأحدث الأساليب والتقنيات الزراعية مثل الآلات الفلاحية، أسمدة وزراعات مختلطة.
2. عوامل قوة الصناعة الأمريكية:
تقوم الصناعة الأمريكية على عدة مؤهلات، تتمثل طبيعيا في توفر ثروات باطنية متنوعة (النفط، الغاز، الذهب...) وتنظيميا تبني النظام الرأسمالي القائم على حرية الاستثمار والمنافسة، وعقد مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر، والاستفادة من مؤسسات البحث العلمي. كما استفادت الصناعة الأمريكية تاريخيا من الدمار الذي لحق بأروبا جراء الحربين العالميتين. إضافة إلى ارتفاع حجم السكان على المستوى البشري (أكثر من 314 مليون نسمة) مما يوفر سوق استهلاكية ويد عاملة مؤهلة ذات خبرة.
3. مقومات قوة التجارة الأمريكية:
العامل الطبيعي: الاستفادة من الموقع الاستراتيجي الذي يطل على المحيطين الأطلسي والهادي؛
العامل التقني: التوفر على شبكة مواصلات متنوعة وممتدة وكثيفة، برا وبحرا وجوا، وشبكة اتصالات كثيفة؛
العامل البشري: ارتفاع حجم السكان مما يوفر سوق استهلاكية كبيرة وهيمنة الفئات النشيطة مما يوفر يد عاملة.
III. يواجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية تحديات عدة:
فلاحيا: تعترض الفلاحة الأمريكية معيقات على رأسها فائض الإنتاج المترتب عن صعوبة التسويق بالنظر إلى تراجع الطلب الخارجي، وتعرض التربة للإنهاك وخطر التعرية، إضافة إلى تلوث الفرشة المائية بسبب الأسمدة الكيماوية؛
صناعيا: تواجه الصناعة الأمريكية تحديات عدة في مقدمتها المنافسة الخارجية من طرف دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، وارتفاع فاتورة استيراد المواد الطاقية والارتباط بالأسواق الخارجية؛
تجاريا: يعاني الميزان التجاري للولايات المتحدة الأمريكية من العجز بفعل ارتفاع النفقات العسكرية وارتباطها بالاستيراد، كما يشهد الدولار الأمريكي تذبذبا في قيمته ومنافسته من طرق اليورو...
اجتماعيا وبيئيا: انتشار الفقر والبطالة في بعض المناطق، إضافة إلى مشكل الميز العنصري بين الأقليات، وتزايد خطر الكوارث الطبيعية كالأعاصير والزلازل وتزايد حدة التلوث.
خــاتــمــة:
ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على قوة أنشطتها الفلاحية والصناعية والتجارية والمالية، ورغم ذلك فهي تواجه تحديات داخلية وخارجية متواصلة.
مفاهيم ومصطلحات:
- قوة اقتصادية عظمى: قوة اقتصادية تتوفر على مؤهلات فلاحية وصناعية وتجارية وتنظيمية تساعدها على فرض هيمنتها على العالم ويقصد بها هنا الولايات المتحدة الأمريكية.