تُعتبر زيارة المفتش التربوي لحظة مهمة في حياة كل أستاذ، فهي فرصة للتقييم والتطوير المهني، وليست امتحاناً مُخيفاً أو مناسبة للبحث عن الأخطاء فقط. في هذا المقال ستجد مجموعة من التوجيهات العملية التي تساعدك على استقبال المفتش بثقة، ومواصلة الحصة بشكل طبيعي، وتحقيق انطباع إيجابي.
1. استقبال المفتش باحترام وهدوء
ابدأ الزيارة بابتسامة بسيطة وكلمات ترحيب لطيفة مثل: "مرحباً أستاذنا، سعدنا بزيارتك."
لا تُظهر توتراً أو ارتباكاً، بل اعتبره ضيفاً على حصتك. فالمفتش لا يأتي في موقع الخصومة، بل في إطار المرافقة والتوجيه.
2. مواصلة الدرس بشكل طبيعي
من المهم أن تواصل شرح الدرس بالطريقة المعتادة دون تكلّف أو تغييرات مفاجئة. ركّز على التلاميذ لا على المفتش، لأنه في النهاية يقيّم تواصلك مع المتعلمين أكثر مما يراقب تفاصيل حركاتك أو نبرة صوتك.
3. تنظيم القسم وإدارة الصف
مظهر القسم يعطي انطباعاً قوياً:
- السبورة نظيفة وواضحة.
- الوسائل التعليمية مرتبة وجاهزة.
- دفاتر التلاميذ منظمة.
- وزّع الأسئلة على التلاميذ بشكل متوازن لإظهار التفاعل، وأدر الصف بهدوء وحزم بعيداً عن العصبية أو رفع الصوت.
4. طريقة الشرح والتواصل مع المتعلمين
اتبِع المراحل التربوية الأساسية: تمهيد - عرض - مناقشة - تقويم.
أشرك التلاميذ في الحوار من خلال أسئلة مفتوحة، وحفّزهم على إعادة شرح الفكرة بأسلوبهم. استعن بوسائل تعليمية متاحة مثل السبورة، الكتاب المدرسي، الصور، أو الوسائل البصرية البسيطة.
مثال عملي: بعد تقديم فكرة، يمكنك سؤال التلاميذ: "من يستطيع أن يشرحها بأسلوبه؟"
5. ختام الحصة بشكل منظّم
قبل إنهاء الدرس، لخّص مع التلاميذ الأفكار الأساسية عبر جملة قصيرة أو مخطط على السبورة.
اطرح سؤالاً تقويمياً سريعاً للتأكد من الفهم، أو أعط واجباً منزلياً بسيطاً.
واختتم الحصة بأدب مع التلاميذ والمفتش بكلمات مثل: "شكراً لحسن متابعتكم، إلى اللقاء في الحصة القادمة."
خلاصة: التفتيش فرصة للتطوير لا للخوف
زيارة المفتش ليست لحظة عقاب، بل فرصة لإبراز جدّيتك وتنظيمك وتواصلك مع التلاميذ. كلما كنت طبيعياً، واثقاً، ومنظماً، كان الانطباع إيجابياً. اعتبر التفتيش فرصة للتغذية الراجعة والتعلم، فهو جزء أساسي من مسارك المهني كأستاذ.