أخر الاخبار

الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا

مــقــدمـــة:
 ساهم الكفاح السياسي الذي شنته كل من الجزائر وتونس وليبيا عبر الحركات التحررية والمقاومة المسلحة في ممارسة الضغط على المستعمر، مما أدى إلى حصول هذه البلدان على الاستقلال.
  • فما ظروف نشأة الحركة الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا؟
  • وما تطوراتها إلى حدود الحرب العالمية الثانية؟
  • وما تطورات هذه الحركات بعد العالمية الثانية؟
مدونة الاجتماعيات| دروس التاريخ| مادة الاجتماعيات| الثانية بكالوريا| درس الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا
بعض زعماء الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا، وهم من اليمين الى اليسار: مصالي الحاج، عبد العزيز الثعالبي، محمد ادريس السنوسي

I. ساهم الاستغلال الاستعماري في الجزائر وتونس وليبيا في بروز الحركات الوطنية:

1. تعرضت الجزائر وتونس وليبيا للاستغلال الاستعماري:

عاشت كل من الجزائر وتونس وليبيا ظروف استعمارية قاسية، نتيجة الاستغلال الذي مارسته الأجهزة الاستعمارية، حيث استولت فرنسا على أجود الأراضي الجزائرية واستغلت الثروات الطبيعية، وأثقلت الجزائريين بالضرائب وسخرتهم في الأعمال الشاقة وحرمتهم من أبسط الحقوق، وفي تونس استحوذت على فرنسا على الأرضي الخصبة واستغلت خيرات البلاد كالفوسفاط والحديد، وشجعت استيطان المعمرين ومنحتهم امتيازات تهم الأجور والضرائب والحريات، كما اعتمدت إيطاليا بدورها على سياسة استيطانية في ليبيا تستهدف الرفع من حجم الأراضي المستغلة من طرف الإيطاليين، وبالمقابل أثقلت الليبيين بالضرائب وحرمتهم من أبسط الحقوق.

2. انعكس الاستغلال الاستعماري على وضعية الجزائر وتونس وليبيا:

عانى الفلاحون الجزائريون من الفقر وتحولوا إلى مستأجرين لدى المعمرين، مما أدى إلى ارتفاع الهجرة القروية، كما عانى الجزائريون من التضييق السياسي، مما ساهم في بروز بوادر تشكيل الحركة الوطنية، وفي تونس أدى الاستغلال الاستعماري إلى تردي الأوضاع الاجتماعية، حيث تحول الفلاح التونسي إلى عامل لدى المعمرين، وتضررت الصناعة التقليدية، وفي ظل هذه الأوضاع ظهرت تنظيمات سياسية انتقدت السياسة الاستعمارية أهمها حركة تونس الفتاة، وقد حدث الشيء ذاته في ليبيا إذ أدى الاستغلال الاستعماري إلى إفقار الليبيين واستغلالهم بأجور زهيدة، مما ساهم في ظهور المقاومة السنوسية المسلحة.

II. تطورت الحركات الوطنية في البلدان الثلاث فترة ما بين الحربين:

1. عرفات الحركات الوطنية عدة تطورات بين الحربين:

شهدت الجزائر نشأة مجموعة من الأحزاب السياسية، ففي سنة 1926م تأسست جمعية نجم الشمال بقيادة مصالي الحاج، الذي طالب منذ البداية بالاستقلال، وفي سنة 1931 تأسست جمعية علماء المسلمين الجزائريين بزعامة عبد الحميد بن باديس، الذي دعا إلى الحفاظ على الهوية الجزائرية وعارض فكرة إدماج الجزائر في فرنسا، وفي تونس دعا الحزب الدستوري الجديد الذي دعا إلى الالتزام بروح معاهدة الحماية وتنفيذ الإصلاحات التي تعهدت بها فرنسا، وفي ليبيا ظلت المقاومة المسلحة مستمرة، إذ تجند الليبيون للدفاع عن أراضيهم بقيادة عمر المحتار، الذي واجه الاحتلال قبل أن يقع في الأسر ويعدم شنقا سنة 1931.

2. تنوعت وسائل اشتغال الحركات الاستقلالية المغربية الثلاث:

الجزائر: اعتمدت الحركة الوطنية في اشتغالها على وسائل عدة منها: تأسيس الأحزاب والقيام بالإضرابات ومقاطعة السلع الفرنسية، ومنذ 1954 نهجت العمل المسلح بعد تأسيس جبهة التحرير الوطني؛
تونس: لجأت الحركة الوطنية التونسية إلى أساليب نضالية مختلفة، في مقدمتها المؤسسات الحزبية والنقابات التي عملت على نشر الوعي عبر المناشير والصحف والاحتجاجات، وخلال عقد الخمسينات اعتمد الكفاح المسلح لحسم قضية الاستقلال؛
ليبيا: ظلت المقاومة المسلحة الوسيلة الأساسية التي ميزت الحركة التحررية الليبية، ولم يظهر العمل الحزبي إلا بعد الحرب العالمية الثانية.

III. تحولت مواقف الحركات الوطنية في البلدان الثلاث بعد الحرب العالمية الثانية:

1. استغلت الحركات الاستقلالية فترة الحرب العالمية الثانية للمطالبة بالاستقلال:

اغتنمت الحركة الوطنية الجزائرية فرصة مشاركة الجزائر في الحرب العالمية الثانية ونزول الحلفاء على أراضيها سنة 1942، وطالبت بإنهاء حالة الاحتلال والعمل بمبدأ تقرير المصير، وفي تونس دعا المؤتمر الوطني سنة 1946م إلى الكفاح المسلح لإلغاء الحماية وتحقيق الاستقلال، كما دعا فرحات حشاد الطبقة العاملة في البلدان المغربية لمقاومة الاستعمار، وفي ليبيا دعا المجلس الوطني لتحرير ليبيا سنة 1947، وإلى استقلال ليبيا والحفاظ على وحدتها الترابية.

2. لجأت الحركات الوطنية إلى أسلوب الكفاح المسلح لتحقيق الاستقلال:

قررت الحركة الوطنية الجزائرية اللجوء إلى الكفاح المسلح لحسم قضية التحرير، فتأسست جبهة التحرير الوطني 1954، التي كبدت فرنسا خسائر بشرية ومادية كبيرة اضطرت معها إلى عقد اتفاقية "إيفان" 19 مارس 1962 مع الحكومة الجزائرية وإعلان استقلال الجزائر، وفي تونس ألحقت المقاومة المسلحة خسائر كبيرة بالقوات الفرنسية، اضطرتها إلى إجراء مفاوضات سرية مع بورقيبة انتهت بإعلان الاستقلال سنة 1956، أما ليبيا فقد تخلت عنها إيطاليا إجباريا بعد انهزامها في الحرب العالمية الثانية، وكادت هذه الأخيرة أن تتعرض للتقسيم، غير أن هيئة الأمم المتحدة قررت بعد مشاورات أن تمنحها سيادتها الكاملة سنة 1951م.
خــاتــمــة:
تمكنت بلدان المغرب الكبير من تحقيق الاستقلال بعد تضافر جهود حركاتها الوطنية داخليا وخارجيا عبر الكفاح السياسي والمسلح، لكنها واجهت مشاكل أخرى بعد استقلالها.
تعليقات