مــقــدمـــة
I. تحكمت عدة أسباب في اندلاع الحرب العالمية الثانية
1. أزمت بنود معاهدات الصلح الأوضاع في أوربا
لم تتمكن معاهدات الصلح من إصلاح أوضاع ما بعد الحرب العالمية الأولى، بل زادت بنودها أوضاع أوربا تأزما، إذ أثقلت كاهل الدول المنهزمة بالقيود الاقتصادية والسياسية والعسكرية، خاصة معاهدة فيرساي التي عملت على إضعاف ألمانيا، مما دفع هتلر إلى اختراق بنودها عبر تقوية الجيش الألماني والبحث عن تحالفات جديدة وأسواق جديدة، مما سيزيد من حدة التوتر بين ألمانيا والدول المنتصرة.
2. ساهمت الأزمة الاقتصادية في صعود الأنظمة الديكتاتورية
أدت الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م إلى انهيار اقتصاد أوربا، حيث تراجع الإنتاج وأفلست المؤسسات المالية والصناعية، مما انعكس على الوضعية الاجتماعية بارتفاع معدلات البطالة والفقر، نتج عن ذلك فقدان الثقة في المؤسسات خاصة ألمانيا وإيطاليا، الأمر الذي مهد لظهور الأنظمة الديكتاتورية.
3. مهدت التوسعات الديكتاتورية لاندلاع الحرب
II. مرت الحرب العالمية الثانية من مرحلتين
1. هيمنت دول المحور على المرحلة الأولى من الحرب
تمكنت دول المحور من تحقيق عدة انتصارات في المرحلة الأولى من الحرب، حيث استولت ألمانيا على بلدان أوربا الشرقية والشمالية، وأخضعت بلجيكا وهولندا كما احتلت فرنسا سنة 1940م وأسست فيها حكومة موالية، فيما حققت اليابان توسعا كبيرا حيث بسطت سيطرتها على بلدان جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي، وفي دجنبر 1941م قامت بقصف القاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربر.
| خط زمني يبين مراحل الحرب العالمية الثانية |
2. تمكنت دول الحلفاء من السيطرة في المرحلة الثانية من الحرب
بعد قصف اليابان للقاعدة الأمريكية دخلت هذه الأخيرة أجواء الحرب، وبهذا بدأ الحلفاء في تحقيق انتصاراتهم الأولى، إذ شرع الجيش السوفياتي في تحرير أراضيه من النفوذ النازي، وانطلق الحلفاء الغربيون في تحرير شمال إفريقيا، وتمكنوا من الاستيلاء على إيطاليا وحرروا فرنسا سنة 1944، ومنذ مطلع سنة 1945م شرعت قوات الحلفاء في غزو الأراضي الألمانية. انتهى الأمر باستسلام اليابان بعد إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية لقنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما ونكازاكي غشت 1945م.
III. خلفت الحرب العالمية الثانية نتائج متباينة
النتائج الاقتصادية
تدهورت الأوضاع الاقتصادية في أوربا، نتيجة تراجع الإنتاج مقابل ارتفاع نفقات الحرب، وما صاحب ذلك من اختلال التوازن بين العرض والطلب بسبب ضعف القدرة الشرائية، أمام هذا العجز الاقتصادي لجأت الدول إلى الاقتراض الخارجي وفرض ضرائب مجحفة على الشعوب، ومن أجل مساعدة أوربا على الخروج من الأزمة قدمت الولايات المتحدة الأمريكية عدة مساعدات في إطار مشروع مارشال.
النتائج الاجتماعية
النتائج السياسية
تغيرت الخريطة السياسية لأوروبا بتوسيع حدود الدول المنتصرة على حساب المنهزمة، وتقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ، كما تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة من أجل ضمان السلم وتعزيز التعاون الدولي، بالإضافة إلى ظهور بوادر القطبية الثنائية بانقسام العالم إلى معسكرين، اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي ورأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
خــاتــمــة
شكلت الحرب العالمية الثانية مرحلة مهمة في تاريخ العالم المعاصر، حيث أحدثت تحولات عميقة في النظام الدولي.
مفاهيم ومصطلحات
- دول الحلفاء: حلف عسكري ضم فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي، خاض الحرب العالمية الثانية وانتصر فيها على دول المحور.
- دول المحور: حلف عسكري ضم إيطاليا ألمانيا واليابان انهزم في الحرب العالمية الثانية أمام الحلفاء.
- هيئة الأمم المتحدة: منظمة دولية أسست سنة 1945م عوضت عصبة الأمم، بهدف الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
- هتلر: ولد بالنمسا عام 1889م شارك مع في الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى كجندي ثم أصبح وعينا للحزب النازي وقاد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، مات منتحرا 1945م.
