مقدمة
تتعدد الأشكال التضاريسية الناتجة عن العوامل البنيوية والتعرية في المناطق الرسوبية، ومن أبرزها الكويستا (La Cuesta)، التي تعد نموذجاً مميزاً لتفاعل البنية الجيولوجية مع العوامل الخارجية.
- فما المقصود بالكويستا؟
- وما العوامل المفسرة لظهورها؟
- وما أهم عناصرها الجيومورفولوجية؟
مفهوم الكويستا
الكويستا هي شكل بنيوي يظهر عادة في هوامش الأحواض الرسوبية، حيث تكون الطبقات الأرضية وحيدة الميل نتيجة ظروف التكوين الجيولوجي.
تتعرض هذه الطبقات لتأثير عوامل التعرية التي تنحت الصخور الهشة وتبقي على الصلبة، فتتشكل تضاريس مميزة تجمع بين الهضاب والمنحدرات والمنخفضات.
عوامل ظهور الكويستا
يتحكم في تكوين الكويستا ثلاثة عوامل رئيسية:
- العامل الليتولوجي (الصخري): ينتج عن تعاقب طبقة صلبة وأخرى هشة، مما يسمح بحدوث تعرية انتقائية تنحت الصخور الضعيفة وتترك المقاومة منها.
- العامل البنيوي: يتمثل في وجود طبقات متوازية وأحادية الميل بزاوية تتراوح بين 5 و12 درجة، وهو ما يمنح الكويستا شكلها المائل المميز.
- العامل الهيدروغرافي: إذ يتركز جريان المياه فوق الطبقات الهشة، فيبرز تأثير التعرية ويؤدي إلى تكوين جبهة الكويستا.
عناصر الكويستا
تتكون الكويستا من مجموعة عناصر متكاملة:
- الظهر (Revers): هضبة من الصخور الصلبة ذات انحدار خفيف، تمثل الجزء العلوي المستوي من الكويستا.
- الجبهة (Front): حافة ذات انحدار قوي في اتجاه معاكس لميل الطبقات، تتكوّن من صخور صلبة في الأعلى وهشة في الأسفل.
- المنخفض المرافق (Dépression subséquente): سهل يمتد عند قدم الجبهة داخل الصخور الهشة، ويُعتبر ناتجاً مباشراً لعمليات النحت.
- التل الشاهد (Butte témoin): تلال معزولة تبقى بعد تراجع جبهة الكويستا، وتشهد على المراحل القديمة لتطور التضاريس.
الجريان المائي ودوره في تطور الكويستا
تتحكم الأنهار في نشأة وتطور الكويستا عبر أنماط جريان مختلفة:
- الأنهار الموافقة (Rivières conséquentes): تجري فوق ظهر الكويستا في اتجاه ميل الطبقات.
- الأنهار المضادة (Rivières obséquentes): تنحدر فوق الجبهة في اتجاه معاكس لميل الطبقات نحو المنخفض المرافق.
- الأنهار المرافقة (Rivières subséquentes): تجري في المنخفض المرافق موازية لجبهة الكويستا.
خاتمة
تمثل الكويستا نموذجاً لتفاعل العوامل البنيوية والتعرية المائية في تشكيل سطح الأرض. فهي تعكس بوضوح التوازن بين الصلابة والبنية والانحدار والجريان، مما يجعلها من أهم الأشكال التضاريسية في المناطق الرسوبية.