اليابان قوة تجارية كبرى

مــقــدمـــة:
 تعد اليابان من الأقطاب الاقتصادية الأكثر تقدما في العالم بشكل عام، وقوة تجارية بشكل خاص، وتفسر هذه المكانة العالمية بتداخل مجموعة من العوامل. فما مظاهر القوة التجارية لليابان؟ وما العوامل المفسرة لها؟ وما المشاكل والتحديات التي تواجه اليابان؟

I. تعد اليابان قوة تجارية بفعل عدة عوامل:

1. تتجلى قوة التجارة اليابانية في عدة مظاهر:

تعد اليابان رابع قوة تجارية في العالم، إذ ساهمت بأكثر من 4% من إجمالي التجارة العالمية سنة 2012م، وتتميز بنية تجارتها الخارجية بالتنوع مع هيمنة المواد المصنعة تصديرا والمواد الأولية استيرادا، مما ينعكس إيجابا على ميزانها التجاري الذي يعرف فائضا مستمرا، كما تتوفر اليابان على شركاء تجاريين من جميع أنحاء العالم تتقدمهم دول جنوب شرق آسيا والصين، كما تنتشر الاستثمارات اليابانية المباشرة انتشارا واسعا في الخارج وتغطي كل القارات، ويحتل قطاع التجارة والخدمات مكانة بارزة في الاقتصاد الياباني من حيث المساهمة في الناتج الداخلي الخام وتشغيل اليد العاملة.

2. تقوم التجارة اليابانية على عدة مؤهلات:

طبيعيا: تحظى اليابان بموقع جغرافي استراتيجي بحكم انفتاحها على العالم عبر واجهات بحرية متعددة، كما تستفيد من مجاورتها لأكبر تجمع سكاني في العالم (جنوب شرق آسيا)؛
تنظيميا: يقوم الاقتصاد الياباني على تنظيم رأسمالي محكم قائم على تدخل الدولة والشركات التسويقية في البحث عن الأسواق، وتكييف الإنتاج مع حاجيات السوق، وتسخير البحث العلمي لخدمة الصناعة والتجارة؛
تقنيا: تتوفر اليابان على بنيات تحتية متينة وتجهيزات موانئ كبرى، إضافة إلى أسطول تجاري ضخم؛
بشريا: تضم اليابان عدد سكاني مهم يفوق 127 مليون نسمة تشكل منه الفئة النشيطة أكثر من 60 %، مما يوفر سوق استهلاكية واسعة ويد عاملة مؤهلة ومنضبطة ومتفانية في العمل؛
اقتصاديا: تستفيد التجارة اليابانية من قوة صناعتها، التي تتميز بتنوعها وضخامة إنتاجها واحتلالها لمراتب متقدمة عالميا في صناعة السيارات والسفن والالكترونيات، وإسهامها بنصيب مهم في الإنتاج الصناعي العالمي.

II. تعاني التجارة اليابانية من عدة مشاكل:

مشاكل الفلاحة: يواجه القطاع الفلاحي الياباني عدة تحديات، تتمثل في تزايد كلفة الإنتاج مقابل تراجع الأسعار في السوق الدولية، وحصول فائض الإنتاج بسبب المنافسة الخارجية وانخفاض مداخيل الفلاحين، إضافة إلى تلوث الموارد المائية وتدهور التربة بفعل الاستعمال المفرط للأسمدة؛
مشاكل الصناعة: تعترض قطاع الصناعة عدة إكراهات تتمثل في وجود تفاقم العجز على مستوى مصادر الطاقة والمعادن في ظل تزايد حاجيات الصناعة، وارتفاع حدة المنافسة الأجنبية خاصة الآسيوية، إلى جانب مشاكل التلوث بمختلف أشكاله، والتحديات التي يطرحها التزايد المستمر نسبة الشيخوخة على مستوى اليد العاملة.
خــاتــمــة:
رغم الاكراهات التي تواجه الاقتصاد الياباني، إلا أنه يظل نموذجا للتنمية والتطور، استطاع لفضل تركيزه على التأهيل البشري أن يخلق اقتصادا قويا ومنافسا.

مفاهيم ومصطلحات:

  • قوة تجارية كبرى: دولة تعتمد على المبادلات التجارية والاستثمارات الخارجية في اقتصادها، مما يجعلها تحقق فائضا كبيرا تستمره في مشاريع تنموية أخرى.
تعليقات