مــــقــــدمــــة:
العولمة ظاهرة متعددة الأبعاد، تطول محتلف مجالات الحياة وتتحكم فيها عدة آليات وفاعلون.
فما مفهوم العولمة؟ وما أهم الآليات والفاعلون المتحكمون في انتشارها؟
أصبح العالم قرية صغيرة يسيطر عليها الأقوياء |
تسعى العولمة إلى السيطرة على المجال العالمي:
مفهوم العولمة:
العولمة ترجمة للمصطلح الانجليزي (Globalisation) وتعني جعل الشيء عالمي الانتشار، وتحويل الظواهر المحلية إلى ظواهر عالمية. ظهر المفهوم بداية بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينات، ومعناه عولمة الأسواق وتحرير المبادلات، وفي التسعينات تطور المفهوم عبر ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى هدف إلى توحيد السوق العالمية عبر التخلي عن الاقتصادات المغلقة، وفي لمرحلة الثانية حدثت ثورة تكنولوجية جعلت العالم قرية صغيرة، واغتنى المفهوم في المرحلة الثالثة بالبعد الثقافي، ليصبح مفهوما واسعا يشمل الأشخاص والهويات والثقافات، وأصبحت للعولمة أبعاد متعددة تاريخية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.
يفرض انتشار العولمة عدة تحديات على المجال العالمي:
استطاعت العولمة أن تتوسع عالميا باندماج مجالات كبرى رغم تفاوتها، حيث يمكن أن نميز بين بلدان مندمجة بعمق في العولمة، وبلدان منخرطة في مسلسل العولمة رغم الصعوبات التي تواجه بعضها في الاندماج، بالإضافة إلى كوريا الشمالية الخارجة عن دائرة العولمة، وبهذا الانتشار تفرض العولمة عدة تحديات على المجال العالمي، تتمثل اقتصاديا في تزايد الفوارق في النمو بين دول الشمال ودول الجنوب، واجتماعيا في تفاقم المشاكل الاجتماعية خاصة ببلدان الجنوب، إضافة إلى تحديات سياسية تتجسد في بروز مراكز جديدة للقرارات السياسية مقابل تراجع السيادة التقليدية للدول، وتحديات ثقافية وبيئية تتجلى في التأثير على الهويات الثقافية للمجتمعات وتزايد حدة التلوث والضغط على الموارد البيئية.
تتعدد القوى والآليات الفاعلة في العولمة:
تستند العولمة على عدة آليات:
آليات اقتصادية: تتمثل في تخفيض أو إلغاء القيود الجمركية، وتبني سياسة الخوصصة والحرية الاقتصادية، بالإضافة إلى تدخل المؤسسات المالية الدولية في السياسات المحلية، واعتماد الدولار والأورو كقاعدة للمعاملات المالية الدولية؛
أليات تقنية: تتمثل في ثورة المواصلات (برا - بحرا - جوا) وثورة التكنولوجيا والاتصال (الانترنت، الإعلام...) مما ساهم في تسهيل التواصل بين مختلف مناطق العالم، وتقريب المسافات وتقليصها، مع تسريع وتسهيل نقل المعلومة وؤوس الأموال والبضائع والأشخاص.
تخضع العولمة لتأثير فاعلين:
- الفاعلون المؤسساتيون: على رأسهم الدول التي تساهم في العولمة بخلق الاستقرار وجلب الاستثمارات، إضافة إلى المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي تتحكم في الأنظمة النقدية والمالية للعولمة.
- الفاعلون الاقتصاديون: أهمهم الشركات المتعددة الجنسيات، وهي شركات عملاقة لها فروع في مختلف مناطق العالم تتحكم في التدفقات المالية والتجارية العالمية، والمدن العالمية الكبرى التي تضم مراكز الشركات الكبرى والبورصات العالمية.
- الفاعلون الاجتماعيون: في مقدمتهم الأشخاض "المشاهير" ووسائل الضغط ومجموعات الضغط (الجمعيات، النقابات) إلى جانب المنظمات غير الحكومية التي يتركز دورها في مناهضة العولمة لكونها تكرس تبعية الدول النامية للدول المتقدمة، ومطالبتها بأنسنة النظام العالمي ليخدم مصالح مختلف مكونات المجتمع العالمي.
خــــاتــــمــــة:
تمكنت العولمة من التوسع موفرة بذلك فرص للتمنية الاقتصادية، لكن الدول المتقدمة تظل أكبر مسنفيد منها، مقابل استمرار بلدان الجنوب في تبعيتها مما يزيد من تعمق الفجوة بينهما.
مفاهيم ومصطلحات:
- الفاعلون في العولمة: القوى الرأسمالية التي تعمل على نشر العولمة وتعميم النظام الرأسمالي.
- البنك الدولي: مؤسسة دولية أنشئت سنة 1944م مهمتها تمويل مشاريع التنمية في العالم وتقديم القروض للدول بشروط.
- صندوق النقد الدولي: مؤسسة مالية دولية أنشئت سنة 1945م مهمتها تصحيح الأوضاع النقدية في العالم وتديم القروض للدول الأعضاء التي تعاني من العجز في ميزان الأداءات.
- المنظمة العالمية للتجارة: منظمة عالمية تأسست سنة 1994م بديلا لاتفاقية الكات GATT تسهر على تحرير التجارة العالمية ووضع قوانين ومبادئ عامة للتبادل التجاري.
- الشركات متعددة الجنسيات: شركات ذات رأسمال ضخم تتوفر على عدة فروع خارج وطنها الأصلي، لها عدة أنشطة تجارية وصناعية ومالية.
- المنظمات غير الحكومية: جمعيات وحركات اجتماعية محلية أو وطنية أو دولية لها منطلقات وغايات متنوعة ولا تقوم على الربح المادي.