مقدمة
التحقيب هو تقسيم للتاريخ الممتد إلى فترات تاريخية تفصلها أحداث كبرى يعتبرها المؤرخون أحداثا مفصلية تنتهي بها حقبة زمنية وتبدأ بها أخرى، كما يعرف أيضا على أنه تجزيء للزمن إلى حقب متميزة؛ إما بالنسبة لتاريخ حضارة ما بين ظهورها وسقوطها أو بالنسبة لتاريخ أمة أو بلد أو جماعة، ويختلف التحقيب تبعا للحقول المعرفية، فنجد التحقيب الجيولوجي، النباتي، التاريخي... أثارت مسألة التحقيب انتباه مجموعة من المفكرين، كما أثارت العديد من الإشكالات المتعلقة بأسسه المعرفية والمنهجية ومفاهيمه ومضمونه، ولهذا فيمكننا القول أن العملية التحقيبية ماهي إلا جملة من الاسهامات النسبية لتقسيم التاريخ، مادام مدلول الحضارة أوسع من أن يحصر في حقب وعصور، وعموما تكمن أهمية التحقيب في كونه من الوسائل الضرورية لتأطير وتنظيم أحداث الماضي، بهدف الوقوف على معانيها ومدلولاتها التاريخية الحقيقية، أضف إلى ذلك أنه يساعد على تقريب التاريخ من أفهام الناس.
قبل الخوض في غمار الحديث عن هذا الموضوع لابد من الانطلاق من مجموعة من الأسئلة قصد تأطير الموضوع المدروس:
- ماهي أهم أنواع التحقيبات التاريخية؟
- ماهي أهم مرجعيات ومميزات التحقيب الأوربي؟
- ماهي السمات المميزة للتحقيب الماركسي؟
- ماهي أهم خصائص التحقيب الإسلامي، ومن هم أهم المفكرين الذين حاولوا تقسيم التاريخ الإسلامي؟
أنواع التحقيبات التاريخية
هناك العديد من أنواع التحقيبات التاريخية ومن أهمها:
التحقيب بالحوادث: هو التحقيب الأكثر شيوعا يعتمد على الأحداث الكبرى والبارزة كأساس لضبط الزمن الطويل، وتقسيمه إلى محطات ويبقى أبرز التحقيبات بالحوادث التحقيب الأوربي؛
التحقيب بالظواهر: يقوم هذا النوع من التحقيب على الظواهر الاجتماعية والاقتصادية كبدايات ونهايات للحقب التاريخية، والتحقيب الماركسي هو الذي يتنى هذا النوع من القياس الزمني؛
التحقيب بالسلالات: ظهر هذا النوع من التحقيب عند العرب، يقوم على رصد الحقب الزمنية انطلاقا من أصحاب السلطة، فتم تقسيم الزمن إلى فترات متصفة بحكامها؛
التحقيب الأوربي، مرجعياته ومميزاته
يعتبر التحقيب الثلاثي أحد أهم النتائج العلمية لحركة النهضة الأوربية الحديثة في القرن السابع عشر الميلادي، وفي هذا الإطار قسم التاريخ الأوربي على ثلاثة حقب رئيسية هي:
التاريخ القديم، والتاريخ الوسيط، والتاريخ الحديث؛
التاريخ القديم: هو العصر الذهبي لحضارة أوربا، ويقصد بها "الحضارة الاغريقية والرومانية"، التي وصلت الأوج في الميادين العسكرية والعلمية والثقافية فالأولى – أي الحضارة الاغريقية – برزت في مجال الفلسفة والعلوم والفنون، والثانية –أي الحضارة الرومانية– برزت في المجال العسكري والإداري والقانوني والعمراني؛
التاريخ الوسيط: يبدأ بسقوط روما أمام الغزو الجرماني سنة. 476 م، وينتهي بسقوط القسطنطينية في يد العثمانيين سنة 1453 م، أو باكتشاف أمريكا سنة 1492 م، وهذه الحقبة التي استغرقت حوالي عشرة قرون تعرف في أوربا بالعصور المظلمة مقارنة بما سيأتي بعدها من تحولات وانجازات، وقد عاش الإنسان الأوربي في هذه الحقبة جمودا وتخلفا لم يشهد لهما مثيلا، كما عانى من تسلط النظام الإقطاعي، وجمود المؤسسة الكنسية وتزمتها، وتفشت في أوربا مظاهر الجهل والتخلف الاجتماعي وكذلك التدهور الاقتصادي؛
التاريخ الحديث: يبدأ بنهاية العصور المظلمة والدخول فيما يعرف بعصر النهضة، وتعني في مفهوم الأوربيين بعث جديد للعصر الذهبي الأوربي في جميع ميادين الحياة: تطور أساليب ووسائل الانتاج الاقتصادي والتقدم في الميدان الفكري والعلمي، والخروج من العزلة بعد الانطلاق في الكشوفات الجغرافية نحو العوالم الجديدة ثم إنشاء الدولة الأوربية الحديثة، وقد اعتبر المهتمون أن العصر الحديث هذا يمتد على حقب طويلة تشمل أيضا ما يعرف بالتاريخ المعاصر على اعتبار أن التحولات الأوربية مازالت مستمرة إلى اليوم، لكن هناك وجهة نظر أخرى تجعل من سنة 1789م أي تاريخ اندلاع الثورة الفرنسية نهاية للعصر الحديث وبداية للتاريخ المعاصر.
التحقيب الماركسي؛ سماته وخصوصياته:
ظهر التحقيب الماركسي أو التحقيب الخماسي بأوربا، وقد اقترحته المدرسة الماركسية كبديل حقيقي للتقسيم الثلاثي باعتباره يهتم بالتحولات البشرية، ويرقى إلى تفسير التاريخ بمنظور يعطي للظاهرة الاجتماعية دورا حاسما فيه، وجاء هذا التحقيب الخماسي ليتناول خمسة أنماط من الإنتاج هي:
المشاع البدائي: يتميز بالصراع بين الانسان والطبيعة، والمشاعية هي وسائل للإنتاج في ملك مشاع بين الناس، أي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، وفي إطار هذا الصراع سعى الإنسان إلى التغلب على بعض أجزاء الطبيعة وتم فرض سلطة الأعلى على الأسفل أو سلطة القوي على الضعيف ليقضي في نهاية المطاف إلى استعباد الانسان للإنسان، وهو ما أدى إلى نمط إنتاج جديد هو النمط العبودي؛
النمط العبودي: انتقل المجتمع من مرحلة الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج إلى مرحلة التحوز بالأرض والتنظم في عشائر وجماعات، وأصبح في حاجة ماسة إلى العمال فاستعبد القوي الضعيف وحوله إلى ملكه ودجنه مثلما دجن الطبيعة، وربما نظر الانسان إلى الانسان نظرة حيوانية، فأدمجه ضمن وسائل الإنتاج وأدى هذا الوضع إلى بروز نوع من التطاحن المتمثل بثورات العبيد في المجتمع الروماني والبيزانطي وفي المجتمعات العربية والأوربية وهو ما أفضى إلى تلطيف في وضع الاستعباد والانتقال على مرحلة النظام الفيودالي؛
نمط الإنتاج الفيودالي: غير النمط الفيودالي في مستوى العلاقة بين مالك وسيلة الإنتاج الأساسية وهي الأرض والمنتج وهو التابع، فبعدما كان العبد وسيلة إنتاج مُشَيئَة أصبح مرتبطا بالأرض وهو وسيلة انتاج أيضا، ولكن في وضعية تبدو أقل قسوة من العبودية مع أن النصوص تطلق على هذه الفئة صفة عبيد الأرض، ولكن هو إنسان له حقوق لم تكن للعبد، مثل عدم بيعه كفرد، ولكن يمكن بيعه مع الأرض، وتمتعه بحياة عائلية... ومع تطور الأنشطة الاقتصادية وازدهار النشاط الحرفي والتجاري، واحتياج اليد العاملة للمدينة، تمكن الأقنان من التخلص بطرق عدة من سيطرة الأرض بالتدريج واللجوء إلى المدن التي احتضنتهم لأنها في حاجة إليهم، وهذا من العناصر التي ساهمت في تطور الاقتصاد الرأسمالي؛
نمط الإنتاج الرأسمالي: يعد النظام الرأسمالي مرحلة من مراحل التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، وهو نظام مبني على احتكار فئة قليلة لوسائل الإنتاج، واعتمادها على عمال مأ جورين مستغلين، ليس لخلق الثروة العامة، وإنما لتنمية رأس المال الخاص، ومن غير شك يرى ماركس أن الصراع بين مالكي وسائل الإنتاج والعمال سيؤدي حتما إلى انقلاب الأوضاع وفرض نمط الإنتاج الاشتراكي؛
نمط الإنتاج الاشتراكي: وهو نمط تكون فيه وسائل الإنتاج ملكا مشتركا بين الناس، ويصبح الجميع يأخذون من الإنتاج ما يكفي حاجياتهم فالشعار الذي كان مرفوعا هو "كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجاته"، ويرى ماركس أن هذا النمط ليس سوى بداية لتطور سيتوج بالشيوعية أو بنمط الإنتاج الشيوعي.
التحقيب الإسلامي؛ منطلقاته وخصوصياته
يعتمد هذا التحقيب على أهمية موقع الإسلام في تاريخ العرب وغيرهم من الأمم التي عرفت الإسلام، ولذلك اعتبر مؤرخو الإسلام، أن التاريخ عامة ينقسم إلى قديم وحديث فقط؛ فالقديم ما كان قبل الإسلام، والحديث ما كان بعده، في مقابل ذلك يرى أخرون أن التحقيب الإسلامي يهدف إلى تقسيم المجتمع الإنساني إلى مجموعة حقب هي على الشكل التالي:
- بداية الكون والأرض والإنسان وما يتخلل أخبار هذه الحقبة من ملاحم وأساطير؛
- حقبة أخبار الأنبياء والرسل؛
- حقبة أخبار ملوك الفرس واليونان والرومان وأيام العرب الاولين؛
- حقبة تاريخ العرب بعد ظهور الإسلام وما يتعلق بأخبار معاصريهم من الروم والإفرنج وملوك الهند؛
- حقبة أخبار العجم كاللأتراك والبربر.
وقد حاول عبد الله العروي التوفيق بين هذا التحقيب والتحقيب الثلاثي الأوربي بناء على التقارب والتشابه الكبيرين بينهما، فلاحظ أن القسم الأول يدخل في نطاق حقبة القبل تاريخ، أما القسم الثاني والثالث فيوافقان التاريخ القديم، والرابع والخامس يوافقان التاريخ الوسيط في حين يبدأ العصر الحديث بأزمة حكم الأعاجيم أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. وإجمالا؛ فقد حاول مجموعة من المفكرين العرب والأجانب تقسيم التاريخ الإسلامي وفق منظورهم الخاص ومن أبرز هؤلاء المفكرين: الأمريكي الماريشال هودجسون، الدكتور عبد العزيز الدوري، الدكتور محمد عابد الجابري وفي مايلي تقسيماتهم للتاريخ الإسلامي:
تقسيم مارشال هودجسون: قدم المؤرخ الأمريكي مارشال هودجسن اقتراحا يحاول فيه إبراز أهمية التاريخ الإسلامي داخل التاريخ العالمي، وتجاوزه لمحدودية التحقيب الثلاثي الأوربي، وهكذا قسم التاريخ الإسلامي إلى ثلاث مراحل كبرى تنقسم كل واحدة منها إلى قسمين هي:
مرحلة نشأة الحضارة الأولى وتكونها: من بداية الدعوة النبوية إلى انتهاء حكم الجيل الأول من الأمويين (692 م الموافق ل 73 هـ)، وفيها ظهر نظام اجتماعي جديد بفعل الوحي والدعوة النبوية.
مرحلة الخلافة العليا: من عهد المروانيين من بني أمية إلى نهاية العصر العباسي الأول وسقوط بغداد في يد البويهيين (945 م الموافق لــ 334 هـ)، وهي المرحلة التي شهدت تشكل إمبراطورية ذات نظام بيروقراطي مطلق قائمة على أساس زراعي، والتي كانت اللغة العربية هي رافعة ثقافتها العليا.
المرحلة الوسيطية: المرحلة الوسيطية المبكرة، مرحلة الحضارة العالمية، التي تستمر حتى الاجتياح المغولي (1258 م الموافق لـ 656هـ)، وهي الفترة التي شهدت تشكل نظام سياسي متفكك تتنازعه ممالك ودول سلالية شتى يخلف بعضها بعضا، في تلك المرحلة راج التصوف وارتفع شأن الفارسية كلغة للثقافة العليا في البلاطات الملكية. تليها المرحلة الوسيطية المتأخرة، عصر النفوذ المغولي، التي بدأت بدخول المغول إلى منطقة النيل إلى جيحون، وفي ظل هذه المرحلة بلغ الإسلام أقصى اتساع جغرافي وبشري له؛ فامتد في البلقان وأفريقيا جنوب الصحراء، وتغلغل في الأرخبيل الماليزية، وجنوب شرق أسيا عموما، وامتدت هذه المرحلة حتى صعود إمبراطوريات البارود الثلاث (العثمانية والصفوية والمغولية، نحو عام 1503 م الموافق ل 909 ه). في هذه المرحلة لم يكن ثمة من ينازع المسلمين في تسيدهم على العالم، ولم تكن المساعي الأوروبية الجديدة تبدو في ذلك الحين قادرة على منافسة أي امبراطورية منفردة منها إلا مع نهاية هذه المرحلة.
العصر التقني الحديث: (من 1800 م إلى الآن) الذي شهد تحولا شاملا عمّ العالم بأسره، وظهرت أولى نتائجه في أوروبا، وهو تحوّل لم يكن ممكنا لولا ما شهدتها المعمورة الأفرو-أوراسية من تطوّرات متراكمة على طول الألفية السابقة، والتي جنى الأوربيون ثمارها أولا، ووظفوها في الهيمنة مبكرا على العالم، ووضع بلدانه في خانة الاقتصادات التابعة لمركزهم.
تقسيم الباحث عبد العزيز الدوري
يقدم هو الأخر اقتراحا عمليا يجعل التاريخ العربي مقسما إلى سبع مراحل أو فترات رئيسية، يفصل بينها الإسلام باعتباره الحدث الأكبر في تاريخ العرب، وهذه الفترات أو المراحل هي:
- أولا:العرب قبل الإسلام؛
- ثانيا: عصر الرسالة؛
- ثالثا: بناء الدولة العربية الإسلامية (صدر الإسلام)؛
- رابعا: تطور الدولة العربية الإسلامية (من القرن 2 ه إلى القرن 5 ه)؛
- خامسا: الأمة العربية بين الضعف والتحدي (من القرن 5 ه إلى القرن 10 ه(؛
- سادسا: البلاد العربية في العهد العثماني؛
- سابعا: الاستعمار الغربي والنضال العربي.
تقسيم محمد عابد الجابري
قسم محمد عابد الجابري في كتابه "تكوين العقل العربي" التسلسل الكرنولوجي للتاريخ الإسلامي إلى مجموعة من الحقب هي على الشكل التالي:
- العصر الجاهلي: (ما قبل التاريخ)؛ وتمتد حسب غالبية الأقوال ما بين خمسين ومائة سنة قبل الإسلام؛
- العصر الإسلامي (التاريخ)؛ من ظهور الإسلام إلى غاية القرن 8 للهجرة؛
- عصر الانحطاط: من القرن الثامن الهجري إلى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي؛
- عصر النهضة العربية الحديثة؛ انطلاقا من بدايات القرن التاسع عشر الميلادي.
إلى جانب هذه التحقيبات التي حاول من خلالها المؤرخون والباحثون وضع الإسلام في إطار تحقيب عالمي يكون فيه هو مركز التاريخ العالمي، نجد بعض المؤرخين يركزون على تأسيس تحقيب خاص بالمجتمعات الإسلامية يتخذ من الاسرة أو السلالة الحاكمة حجر الزاوية فيه، وبذلك نكون أمام تحقيب يراعي تعاقب الأسر والسلالات، ولا يهتم بعنصر الزمن ولا بوحدة الفضاء الجغرافي، فنتج عن ذلك استعمال تحقيب خاص بكل منطقة مثلا بالنسبة لبلاد الشام اعتمد على تحقيب خاص يتكون من ستة فترات هي: العهد البيزانطي، ثم صدر الإسلام، فالعصر الأموي، والعباسي، والعثماني، لينتهي بفترة التاريخ العربي الحديث. نفس الأمر بالنسبة لتاريخ الدولة المغربية، خاصة في قرون تربع العصبيات القبيلة وفترة حكم الشرفاء عرش المغرب الأقصى، فنقول العصر المرابطي، العصر الموحدي، العصر المريني، الحقبة الوطاسية، فالسعدية، ثم العلوية، في حين يمكن جمع كل هذه الحقب في حقبتين اثنتين هن:
حقبة العصبيات القبلية وحقبة حكم الشرفاء.
خلاصات
تأسيسا على ما سبق، يمكننا الجزم بأن التحقيب يشكل قضية شائكة ومستعصية الحلول على الباحثين في علم التاريخ، وعموما ليس هناك تحقيب موحد وعالمي؛ فبين التحقيب الإسلامي ونظيره الأوربي -على سبيل المثال- اختلافات وتناقضات يصعب حصرها، وربما يرجع سبب ذلك إلى اختلاف الأيديولوجيات ومرجعيات ومنطلقات كل طرف. لم يتم تقسيم التاريخ لفترات زمنية إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين تزامنا مع ظهور مناهج الكتابة التاريخية والتأسيس للمدارس التاريخية بأوربا، ولذلك فالتحقيب بصفة عامة طغت عليه المركزية الأوربية، دون مراعاة لتاريخ الحضارات الأخرى خصوصا العربية الإسلامية.
المراجع:
- عبد الله العروي، "مفهوم التاريخ، الألفاظ والمذاهب"، المركز الثقافي العربي، الطبعة الرابعة، 2005 ؛
- محمد عابد الجابري،" تكوين العقل العربي"، مركز دراسات الوحدة العربية؛
- عبد العزيز الدوري، "أوراق في التاريخ والحضارة، أوراق في التأريخ العربي الإسلامي"، مركز دراسات الوحدة العربية؛
- مارشال هودجسون، "مغامرة الإسلام الضمير والتاريخ في حضارة عالمية"، المجلد الأول" العصر الكلاسيكي للإسلام"، ترجمة: أسامة غاوجي.
- أحمد توفيق، "تاريخ المغرب في القرن التاسع عشر: أفكار في التحقيب"، مجلة المشروع، العدد 09، 1987؛
- المجلة الالكترونية، "أنفاس نت" تاريخ الاطلاع 26 / 01 / 2022.