مــقــدمـــة:
تعد كوريا الجنوبية من الدول حديثة النمو التي حققت نهضة اقتصادية مهمة، مما أهلها لاحتلال مكانة مهمة بين الاقتصاديات الكبرى.
- فما مظاهر القوة الاقتصادية لكوريا الجنوبية؟
- وما العوامل المفسرة لها؟
- وما أبرز المشاكل والتحديات التي تواجهها؟
I. تتعدد مظاهر النمو الاقتصادي لكوريا الجنوبية:
1. حققت صناعة كوريا الجنوبية نموا كبيرا:
تمثل كوريا الجنوبية رابع قوة صناعة آسيوية والثالثة عشر عالميا خلال سنة 2014، وتبلغ نسبة إسهام الصناعة في الناتج الداخلي الخام أكثر من 40%، وتحتل منتجاتها المتنوعة (السيارات، الهواتف، أجهزة التلفاز...) مكانة متقدمة في العالم بفضل إنتاجها الضخم، فهي الأولى في بناء السفن والسادسة في الصلب والسيارات، كما تتوفر على مناطق صناعية كبرى متخصصة على غرار سيول – إنشون في الشمال الغربي، وبوسان – بوهانغ – طايجو في الجنوب الشرقي، إضافة إلى شركات صناعية كبرى مثل سامسونغ وهيونداي...
2. تتعدد مظاهر نمو التجارة الكورية:
تتمتع التجارة الخارجية لكوريا الجنوبية بمكانة عالمية متقدمة وتتجلى مظاهر قوتها في غلبة المواد المصنعة على بنية الصادرات والواردات، وارتفاع قيمة المبادلات التجارية مع تحقيق فائض في الميزان التجاري، كما تتميز بتعدد الشركاء التجاريين من جميع قارات العالم وفي مقدمتهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، كما احتلت كوريا المرتبة السابعة في الصادرات العالمية والتاسعة على مستوى الواردات سنة 2004.
II. تتعدد عوامل قوة الاقتصاد الكوري:
1. تقوم قوة الصناعة في كوريا الجنوبية على عدة مؤهلات:
- العامل التاريخي: استفادت كوريا الجنوبية من التجربة اليابانية ومشروع مارشال، وكذا من الدعم الأمريكي خلال وبعد الحرب الكورية؛
- العامل البشري: تتوفر كوريا الجنوبية على تجمع بشري يقدر بـ 51 مليون نسمة تصل نسبة النشطين منهم إلى 70%، وتتميز بالكفاءة والانضباط والمشاركة الشعبية في التنمية الاقتصادية؛
- العامل التنظيمي: ترتكز الصناعة الكورية في يد مجمعات صناعية عملاقة تحتكر أنشطة متنوعة ومتكاملة (الشيبول) وتخضع لتوجيه الدولة، كما تستفيد من وجود شركات متعددة الجنسيات متخصصة في صناعات متعددة، كما تخصص الدولة نسبة كبيرة من ميزانيتها للبحث العلمي.
2. تساهم عوامل في قوة التجارة لكوريا الجنوبية:
- العامل الجغرافي: تتوفر كوريا الجنوبية على موقع استراتيجي منفتح على العالم الخارجي، إذ يحدها البحر الأصفر غربا وبحر اليابان شرقا ومضيق كوريا جنوبا؛
- العامل البشري: تتوفر كوريا الجنوبية على تجمع بشري يقدر بـ 51 مليون نسمة تصل نسبة النشطين منهم إلى 70%، وتتميز بالكفاءة والانضباط والمشاركة الشعبية في التنمية الاقتصادية؛
- العامل التنظيمي: تتبنى كوريا الجنوبية النظام الاقتصادي الحر المبني على المبادرة الخاصة مع توجيه من الدولة، التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع الموجه للتصدير لوجود فائض في الإنتاج الصناعي؛
- العامل التقني: تتوفر كوريا الجنوبية على بنية تحتية متينة على رأسها الطرق السيارة والسكك الحديدية التي تربط بين جميع المناطق، إلى جانب وجود موانئ ومطارات كبرى مجهزة تربط كوريا بالخارج.
III. يواجه نمو الاقتصاد الكوري عدة تحديات:
اقتصاديا: تزايد كلفة الإنتاج نتيجة ارتفاع قيمة استيراد الحاجيات الطاقية من الخارج، وارتفاع أجور العمال مقارنة مع البلدان المنافسة كالصين، كما تتراجع القدرة التنافسية للمؤسسات التصديرية الكورية وانكماش الاقتصاد الكوري وتراجع الإنتاج الصناعي بسبب ركود الاقتصاد العالمي؛
مجاليا: وجود تباين جهوي من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الأقطاب الاقتصادية المقدمة والمراكز الهامشية ضعيفة النمو خاصة بالشمال الشرقي، واتجاه المجتمع الكوري نحو الشيخوخة بفعل تراجع الخصوبة وتزايد نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات؛
بيئيا: تواجه كوريا مشاكل بيئية مرتبطة بانتشار التلوث الهوائي خاصة في المدن الكبرى نتيجة الاستهلاك الواسع، إضافة إلى تزايد خطر الأمطار الحمضية، فضلا عن تهديد البيئة الطبيعية والثروة السمكية.
خــاتــمــة:
تمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق نمو اقتصادي هائل، إذ حققت الصناعة والتجارة تطورا كبيرا رغم الاكراهات العديدة التي تواجهها، وفي طليعتها الصراع السياسي مع جارتها الشمالية.
مفاهيم ومصطلحات:
- نمو اقتصادي حديث: تطور اقتصادي جذري يعتمد على اقلاع صناعي قوي، وتجارة تصديرية للمواد المصنعة واستثمارات خارجية مثل ما تعرفه كوريا الجنوبية.
- التأهيل البشري: تكوين وتربية أفراد المجتمع وتمكينهم من مهارات وقدرات تجعلهم يندمجون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحقيق التنمية.