آخر الأخـبــار

الصين قوة اقتصادية صاعدة – أولى باك علوم

مقدمة

تُعد الصين قوة اقتصادية صاعدة في العالم، بالنظر إلى النمو الهائل الذي حققته على المستوى الفلاحي والصناعي والتجاري. ويرجع ذلك إلى تضافر مجموعة من العوامل. فما مظاهر نمو الاقتصاد الصيني وعوامله؟ وما أبرز المشاكل والتحديات التي تعترضه؟

أولاً: تتعدد مظاهر نمو الاقتصاد الصيني

الفلاحة

تتميّز الفلاحة الصينية بتنوع منتجاتها الزراعية والحيوانية، واحتلالها مراتب الصدارة عالمياً نظراً لضخامة إنتاجها. فهي الأولى عالمياً في إنتاج القمح، والأرز، والخنازير، والأسماك، مما يسمح لها بتحقيق الاكتفاء الذاتي واكتساح السوق العالمية. كما تتمتع الصين بمجال فلاحي شاسع ومتنوع، نُميز فيه بين ثلاث مناطق: زراعة الحبوب في الشمال الشرقي، والأرز في الجنوب الشرقي، وتربية المواشي في الوسط والنصف الغربي.

الصناعة

تتميّز الصناعة الصينية بتنوعها وضخامة إنتاجها، واحتلالها الرتب الأولى عالمياً، فهي الأولى في إنتاج الصلب، والإسمنت، والتلفاز. ويُعد المجال الصناعي الممتد على الساحل عاملاً أساسياً في جعل الصين أول قوة صناعية في العالم منذ سنة 2010. وقد مرّ التصنيع الصيني بثلاث فترات كبرى:
الفترة ما قبل 1949، حيث كانت الصناعة متأخرة.
الفترة المئوية (1949-1976)، واعتمدت خلالها الصناعة الثقيلة.
وأخيراً، فترة الإصلاح والانفتاح، وهي مرحلة الصناعات المتطورة والعالية التكنولوجيا.

التجارة والخدمات

تتصف التجارة الخارجية الصينية ببنية متنوعة تهيمن عليها المواد الصناعية تصديراً واستيراداً. وتسجل الصين ارتفاعاً في قيمة المبادلات التجارية وفائضاً في الميزان التجاري، نظراً لتفوّق قيمة صادراتها على وارداتها. كما تتوفر على شركاء تجاريين من جميع أنحاء العالم، على رأسهم اليابان وكوريا الجنوبية.

ثانياً: تتنوع العوامل المفسّرة لنمو الاقتصاد الصيني

الفلاحة

العامل الطبيعي: توفر الصين على سهول ممتدة وخصبة في الشرق، ومناخ متنوع (معتدل في الشمال الشرقي، مداري في الجنوب الشرقي، صحراوي في الشمال، وجبلي في الوسط والجنوب الغربي)، بالإضافة إلى شبكة مائية غنية وممتدة، أساساً في النصف الشرقي، بوجود عدد مهم من الأنهار والبحيرات، مثل نهر هونغ هو.
العامل التنظيمي: استفادت الفلاحة الصينية من مرحلتين تنظيميتين:
مرحلة الاشتراكية بقيادة "ماوتسي تونغ"، حيث نظّمت الفلاحة في إطار التعاونيات والضيعات التابعة للدولة والكمونات الشعبية.
مرحلة الانفتاح على العالم الرأسمالي منذ 1978 بقيادة "دينغ شياو بينغ"، التي شهدت عدة إصلاحات منها: هيمنة مؤسسات الدولة على القطاع الصناعي، وظهور المؤسسات المختلطة ذات الرأسمال الصيني والأجنبي، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، وتطبيق نظام المسؤولية في مؤسسات الدولة.

الصناعة

العامل البشري: تتوفر الصين حالياً على ثاني أكبر تجمع سكاني في العالم (يفوق مليار و300 مليون نسمة)، تهيمن عليه الساكنة النشيطة، مما يوفر سوقاً استهلاكية واسعة ويداً عاملة منتجة، مؤهلة، مدرّبة، ورخيصة، تستفيد من تعليم متطور ومتكيّف مع متطلبات العصر.
التجارة والخدمات:
العامل الطبيعي: تمتاز الصين بموقع جغرافي استراتيجي، وتتوفر على أهم السواحل في العالم، حيث تطل على بحر الصين الشرقي، وخليج كوريا، والبحر الأصفر، وبحر جنوب الصين، كما لها بحر داخلي هو "بحر بوهاي"، وتحدّها 14 دولة.
العامل التنظيمي: مرّ بمرحلتين:
من 1949 إلى 1976، حيث أرست الصين القواعد الاشتراكية، من خلال القضاء على علاقات الإنتاج الرأسمالية والإقطاعية وتأميم أهم القطاعات التجارية.
مرحلة الانفتاح منذ 1978 بقيادة "دينغ شياو بينغ"، وتميزت بتحرير المنتجات الفلاحية، وتشجيع الصناعات التصديرية، وتبنّي سياسة الانفتاح والتعاون مع الغرب المتقدم في التكنولوجيا، والانضمام إلى المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية سنة 2001، لجلب الاستثمارات.

ثالثاً: يواجه نمو الاقتصاد الصيني مشاكل وتحديات عديدة

خارجية:

تتمثل التحديات الخارجية في مواجهة الاقتصاد الصيني للمنافسة الأجنبية، وما يترتب عليها من صعوبات في التسويق وفوائض الإنتاج، وارتباطه بالخارج فيما يخص التزود بالمواد الأولية، خاصة المعادن ومصادر الطاقة، إضافة إلى التأثر بتذبذب سعر الدولار الأمريكي، ومشكلة التضخم.

داخلية:

مجالياً: نسجل التفاوت الصارخ بين الجزء الشرقي، الذي يحتضن أكبر التجمعات السكانية والصناعية والتجارية، والجزء الغربي، الذي رغم شساعته يعاني من تخلف كبير اقتصادياً واجتماعياً.
اجتماعياً: تسجل نسب مهمة من الأمية، والفقر، والهجرة القروية، خاصة في المناطق الداخلية.
بيئياً: تزايد حدّة التلوث الجوي بسبب انبعاث الغازات في المناطق الشرقية، وتلوث الأراضي الزراعية والمجالات المائية بسبب الأمطار الحمضية، مقابل تراجع المساحات الغابوية والزراعية، خاصة في الجزء الشرقي.

خاتمة

باتت الصين، بفضل مؤهلاتها المتنوعة، قوة اقتصادية منافسة للولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قوة عظمى في العالم، بالرغم من التحديات التي تعترضها.


مفاهيم ومصطلحات

  • قوة اقتصادية صاعدة: مصطلح يطلق على الدول النامية التي تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي كبير كالصين و كوريا الجنوبية..
  • كومونات شعبية: تعاونيات إنتاج وخلية إدارية واجتماعية تقوم بمهام متنوعة، وتتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي.
  • تأميم: تحويل الملكيات (المؤسسات الاقتصادية والمستغلات الفلاحية) الأفراد او الشركات إلى ملكية الدولة وعكسه الخوصصة.
  • ماوتسي تونغ: مؤسس الشيوعية بالصين، ترأس الدولة ما بين 1954 و 1959م، و اصبح رئيس الحزب الشيوعي.
  • زراعات صناعية: هي المزروعات التي تدخل إلى المصانع وتحول إلى مواد استهلاكية.
  • زراعة معيشية: زراعة تتم بطرق تقليدية، تعتمد على التساقطات المطرية، وتخصص أغلب إنتاجها للاستهلاك الذاتي.
  • زراعة تسويقية: زراعة تعتمد تقنيات عصرية، وتخصص أغلب إنتاجها للتسويق (التصدير)، وتكون فيها الاستغلالية شاسعة و عبارة عن مقاولة رأسمالية: مقاولة تستثمر أموالا مهمة، وتنتج وفق متطلبات السوق...

تعليقات